مكافأة و معاقبة الأطفال

يحرص الآباء على تقديم الهدايا لأبنائهم باستمرار، تحفيزا لهم على المزيد من العطاء في الدراسة، أو لكونهم قاموا بأحد الأعمال الجيدة التي يستحقون عليها المكافأة…

لكن ما يجهله الكثير من الآباء، هو الطريقة السليمة و الصحيحة التي يجب أن يتبنوها في اقتناء هذه الهدايا، وذلك بشراء هدايا تكون مفيدة لأبنائهم، و تساعدهم على بناء عقولهم، و اكتساب مجموعة ن المعلومات الجديدة، التي ستساعدهم في دراستهم كذلك.

فبإمكان الوالدين تشجيع أولادهم، من خلال إهدائهم بعض الكتب، و المجلات المفيدة، أو بعض الأشرطة التعليمية.

كما على الآباء أن يحثوا أبناءهم على الادخار من مصروفهم الشهري، فيأخذونهم عند نهاية كل فترة إلى المكتبة، للانتقاء بعض الكتب التي يساعدونهم في اختيارها، وأن يعلموهم تقديم الهدايا منذ صغرهم لأصدقائهم، فيقومون بأحد كتاب أو قصة لأعز الأصدقاء، بعد أن تتم عملية تغليفه، ويجب أن تبدأ هذه العملية منذ الثلاث سنوات، فتكون الهدايا في البداية عبارة عن حلويات أو سكاكر لتتطور و ترتفع قيمتها كلما زاد عمر الطفل.

الأكيد أن لكل طفل صديقه المفضل و المقرب إليه، الذي يثق به و يحكي له كل أسراره، لذا على الوالدين أن يحرصا على أن يكون هذا الصديق ذو أخلاق حميدة، و أن يكون من المتفوقين بالدراسة، حتى يساعد ابنهم على التفوق و حتى يتعاونا معا أوقات الفروض و الامتحانات.

فالصحبة السيئة تعتبر من بين أخطر أسباب الانحراف، مصداقا لقول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم “ مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسلك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وأما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة “

و فيما يخص الفتيات، فيجب على الأهل ألا يسمحوا لها بالخروج مع إحدى صديقاتها إلا بعد التعرف إليها و إلى أهلها.

تعتبر التربية بالعقوبة أمرا طبيعيا بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجربة العلمية ذاتها أكدت أن الأجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيال مائعة لا تصلح لتعيش مشاكل و مصاعب الحياة و لا تستطيع التغلب عليها.