فقدان المناعة الأولى لدى الأطفال

يعتبر هذا المرض من الأمراض الخطيرة و النادرة، ويقدر مجموع الأطفال المصابين به بالمغرب، حوالي 170 طفلا، كما تشير التوقعات إلى أن هناك ما يقارب 3000 حالة أخرى موجودة بالمغرب، لكنها غير مشخصة. يمكن لهذا المرض أن يعصف بالأطفال الصغار ما دون الأربع سنوات…

يولد الطفل وهو مريض بمرض فقدان المناعة المبكرة، ولهذا يعتبر هذا المرض من بين الأمراض الوراثية، التي تعتبر نادرة في أوروبا، حيث يصاب طفل واحد من ين كل 3000 مولود، إلا أن هذه النسبة ترتفع هنا بالمغرب.

يخلط الكثير من الناس بين مرضي فقدان المناعة المكتسبة، و فقدان المناعة الأولى لدى الأطفال، إلا أن ضعف المناعة الأولي، يختلف تماما عن ضعف المناعة المكتسب، الذي ينتج عن الإصابة بفيروس السيدا.

ويشتمل ضعف المناعة الأولي على 200 مرض، تتقسم إلى اثنين، النوع الأول هو النقص في المضادات، ويظهر هذا المرض خلال السنة الثانية من حياة الطفل، حيث تعدد الإصابات الجرثومية عنده في الأذن و الرئة، ويتعدى معدل الإصابة به غالبا خمس مرات في السنة، بما يصاحبها من حمى و آلام شديدة. أما النوع الثاني فيتجلى في نقص و ضعف الكريات البيضاء، ويظهر عند الطفل في الأشهر الأولى بعد ولادته، ويكون هذا المرض مصاحبا لمجموعة من العوارض، منها الإسهال المستمر و التهابات في الفم.

وهناك عشر علامات ، تعتبر من الإرهاصات الأولية للمرض، كالتهاب الأذن أكثر من ثمان مرات في السنة، التهاب جيب الوجه أكثر من مرتين في السنة، و كذا استعمال المضادات أكثر من شهرين في السنة، بالإضافة إلى الإصابة بتعفن الرئة، وتأخر النمو، و الاضطرار إلى حقن المضادات الحيوية داخل الوريد.

وكما يقول المثل الشائع، الوقاية خير من العلاج، إلا أن هذا المثل غير قابل للتطبيق بالنسبة لهذا المرض، حيث تصعب الوقاية، لأن المرض هو وراثي، لكن يمكن تفادي المرض حتى ولو بنسبة قليلة، من خلال المحاولة من الحد من زواج الأقارب فيما بينهم.